الزمان: ليلة شتوية باردة جداً
الوقت: الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف الليل
المكان: طريق إلى منزلي (ملاحظة الطريق توجد به مقبرة)
الحالة: إنارة الطريق معطلة ولا يمكن رؤية أبعد من خمس إلى ست أمتار.
أفترق أنا وصديقي عند المفترق المؤدي إلى منزله، وأسير وحيداً في طريق المقبرة (من الجيد أنني لا أخاف من القبور) وهو الطريق الأقصر إلى منزلي.
أصل إلى مكان أمام حائط المقبرة أرى شيئاً يخرج من فتحة بالجدار … أتوقف … أمعن النظر إنه كلب شريد يعيش في المقبرة … يركض بشكل نصف دائري ليقف على الجهة المقابلة من الشارع … ينظر إلي وهو متأهب … فجأة جسم آخر يخرج من الفتحة ذاتها … أمعن النظر … كلب آخر يقف عند فتحة الجدار. فعلياً أنا محاصر من الجهة الأمامية بكلبين على الجانبين … كلب ثالث يخرج للمؤازرة إثر نداء من أحد الكلبين.
الكلاب الثلاثة تقف وتنظر إلي بتأهب (ملاحظة: الكلب الشريد يبدأ بالهجوم عندما يحس بخوف الطرف الآخر أو محاولة هروب) أقف في مكاني وأتراجع بخطوات بطيئة لكي لا يحسوا، أدير رأسي للخلف … ينبعث من الظلام الشديد رجل طويل القامة يترنح بمشيته كأنه ثمل أو أنه زومبي (Zombie)… كان يمشي على الجهة المقابلة الآن هو يأتي إلي … يا إلهي الكلاب من أمامي والزومبي من ورائي.
عند اقتراب الرجل مني يقوم أحد الكلاب بإعطاء إشارة للبقية … الكلاب تهرب بأقصى سرعتها … الرجل يقترب مني … لم أعد أرى الكلاب … الرجل يقترب … أفكر بسرعة … الرجل يقترب … أحبس أنفاسي … وصل الرجل إلي.
بصوت خشن (كأنه حشاش) وببرود شديد: مرحبا خال.
أبلع ما بقي من ريقي: أهلاً
الرجل: معك قداحة؟؟؟
أنا: *%^$#@$#%*^#@ (يخربط بالكلام ) قصدي لآ
الرجل: شكراً خال
ثم مضى في حال سبيله وهو يغني “طول عمري بخاف”
وتابعت المسير نحو منزلي.